أهنئكم على الموقع الرائع.
أتمنى أن تنصحوني وتساعدوني في حل مشكلتي، أنا فتاة عمري 20 سنة، غير متزوجة، وتعرفت على شاب بالنت ولأول مرة بحياتي عمره 21، وهو في نفس المنطقة التي أعيش فيها، وتعرفت عليه مصادفة بالنت، لأنني في البداية كنت أستشيره في بعض الأمور ويساعدني فيها، وأحادثه كثيرا بالشات لعدة ساعات تصل تقريبا إلى 7 ساعات يوميا، وبعد أسبوع اكتشفت بنفسي أنه متزوج، وسألته لماذا لم يخبرني؟ قال لي بأنه يدري أني سوف أتركه إذا علمت بذلك.
وقررت بداخلي أن أتركه، ولم أخبره بذلك، ولكني لم أستطع لأني تعودت أن أتكلم معه يوميا ولساعات طوال، فكان صعبا علي أن أتركه وحاولت كثيرا ولكني لم أستطع منع نفسي، وأنا الآن ألوم نفسي يوميا، وأخاف من ربي، وملتزمة وحافظة لعدة أجزاء من القرآن.
وبعد 3 أسابيع قال لي بأنه بيننا خلاف مذهبي، وسألته أيضا لماذا لم يخبرني منذ البداية أنه متزوج وبيننا خلاف فكري؟ فقال لأنه يعلم أني سوف أتركه إذا علمت أنه مخالف لمذهبي وغير ذلك أنه متزوج أيضا.
وقال بأن ضميره يؤنبه لأنه تكلم معي وهو متزوج، لأنه لا توجد زوجة ترضى أن يخونها زوجها، ولكن لم يستطع قطع علاقته بي.
وأرسل لي صوره، وطلب أن يحادثني بالجوال فرفضت في البداية، ولكن بعد شهر ونصف وافقت لكن قليلة جدا لأني لم أكن أريد أن يتطور الأمر، وقابلته وأرسلت له صورتين لوجهي فقط، وقال لي أنه إذا كنت أخاف من الصور سيمسحها لأنه لا يريد بي الضرر، أو أن يصل لهدف آخر.
وقال لي أنا متزوج، ولو أريد شيئا فعندي زوجتي، وأنا أخاف الله ، وأعلم أنه كما تدين تدان، ومستحيل أن أخون ثقتك بي.
استمرت علاقتنا إلى الآن 3 شهور ولا زلت أحادثه.
أرجوكم أنا بأمس الحاجة لنصحكم...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الاستمرار في التواصل مع هذا الشاب فيه ضياع لمستقبلك ولعب بعواطفك، والأخطر من ذلك أنه معصية لربك فانتبهي نفسك واستيقظي من غفلتك، وتذكري أن الله سبحانه يستر على الإنسان ويستر ولكن إذا تمادي الإنسان في المخالفة فإن الله سيفضحه ويخذله ويهتك ستره، وأنت فتاة والفتاة مثل الثوب الأبيض وقد صدق من قال: إن البياض قليل الحمل للدنس، ومهما كانت الأوساخ قليلة فإنها تظهر على الثوب الأبيض.
ولا بد أن تعلمي أن العواقب الحاصلة في حال التمادي أخطر وأكبر من الآلام الحاصلة في حال توقفك فوراً، فعلاج المرض سهل في البداية ولكن إذا تمادي الإنسان صعب الرجوع، وأرجو أن تحكمي عقلك وتتذكري أنه متزوج وأنه لا يريدك زوجة، ولا أظن أنك تقبلين به، وأن بينكما خلاف فكري، وأن أسرتك لا يمكن أن تقبل به فكيف تستمرين في المحادثات معه؟ وليت كل فتاة تدرك أن في الشباب ذئاب، وأن الكلام المعسول قد يجيده كل أحد، كما أرجو أن تدرك بناتي الفضليات أن التوسع في المكالمات والعلاقات العاطفية خصم على السعادة الأسرية مستقبلاً، لأن الفتاة لا يمكن أن يكون قلبها مع رجل وجسدها في صحبة آخر.
ولا شك أن إرسالك لصورك له أمر لا يرضاه الشرع، وفيه من الخطورة الشيء الكثير، لأن بعض الرجال يتخذ الصور وسيلة للتهديد والفضيحة، وقد تضعف الفتاة فتعالج الخطأ بما هو أكبر فتحصل الكوارث، وهذا الذي حصل لا يجوز بحل فتوبي إلى الله وارجعي إليه وتوقفي قبل فوات الأوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ، ثم بضرورة التوقف فوراً بعد قراءة هذه الإجابة، وسوف نكون سعداء إذا وجدنا فيك العزيمة والهمة والخوف من الله ، وأرجو أن نسمع عنك كل الخير، ولك منا صالح الدعوات، وأنت بمقام البنت فاقبلي نصيحة أب شفيق.
وأسأل الله أن يحفظك ويخلصك من ذلك الذئب الذي خان زوجته وترك الحلال ويريد أن يأخذك إلى الحرام.
وبالله التوفيق والسداد..