السلام عليكم عندي مرض جلدي، عندي حبوب صغيرة كثيرة، تخرج مني رائحة كريهة من تحت الإبط بشكل دائم طوال اليوم، سواء كان بعد الاستحمام أم قبله، وهذه الحالة معي من سنة ونصف تقريبا، ذهبت إلى أكثر من طبيب 7 أطباء تقريبا، فمنهم من رأى جسمي سريعا، وقال عندي دارير، ومنهم من ينظر إلى جسمي ويتمعن، ويقول لا.

الأدوية التي أخذتها ديوكريم, سيليكور, إلكا إم, فيوسباكت ب, صابون ستافيل, مركب البومين كلوريد مخفف بالكحل 80 % عملت تحاليل دم جميعها جيدة، وظائف الكبد وغيرها والمعدلات طبيعية والكولسترول، والآن كنت مع شخص أعطاني دواء Roaccutane وهذا الدواء سبب لي تشققا في الشفايف، وخروج حبوب جديدة كأنها جروح ملتئمة، وقد استمررت على العلاج 17 يوما، واليوم الثامن عشر تركت الدواء، السبب أحس أن شكلي تشوه، وكلي جروح.

مع العلم أني ذهبت لأحد الأطباء كان يمنعني من الثوم والبصل، وأحد الأطباء أيضاء كان يقول لي كل من المأكولات التي تحتوي على فيتامين ( أ ) فقل لي ماذا أفعل؟ وكم تستمر فترة العلاج؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: منطقة الإبطين غنية بالغدد الدهنية والعرقية، وإفرازات الغدد الدهنية في تلك المنطقة كريهة الرائحة مع إفرازات العرق التي تفككها البكتيريا المتواجدة في تلك المناطق؛ مما ينتج عنها تلك الرائحة غير المستحبة.

وعلى العموم هذه الشكوى ليست نادرة، ويعاني منها كثير من الناس، بعضهم يشكو من رائحة تشمل كل الجسم، وآخرون يعانون من رائحة الإبطين والرجلين، وآخرون يشتكون من رائحة الفم فقط، وكل ذلك يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية بشكل سلبي، كل هذه الظواهر لها ما يبررها إذا عرفنا أن هناك أسبابا عديدة لهذه الظاهرة.

معظم هذه الروائح مصدرها الأساسي هو إفرازات الجسم كالعرق والبول والغائط والنفس واللعاب وإفرازات الثديين عند المرأة والأعضاء التناسلية، وتعود معظم روائح الجسم إلى الغدد العرقية والدهنية الموجودة في الجلد والإبط والمناطق التناسلية وحلمة الثدي والخدود، والجفون وصيوان الأذن والأقدام والأيدي.

تزداد هذه الإفرازات عادة بعد سن البلوغ، والعوامل والضغوط النفسية لها دور في زيادة هذه الإفرازات، هناك مجموعة من الأمراض مثل أمراض الكبد والكلى والسكري، وبعض الأمراض الجلدية، وأمراض الجهاز الهضمي قد تؤدي بدورها إلى تراكم مخلفات التمثيل الغذائي بصورة غير طبيعية؛ مما يؤدي إلى ظهور الروائح الكريهة.

وهناك أيضا بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب رائحة نفاذة، منها الثوم والبصل والحلبة والأسماك المعلبة، مثل الساردين, وكلها يتم إفرازها عن طريق الغدد العرقية والدهنية في الجسم، أما في فترات الحر والرطوبة فإن الجراثيم تحت الإبط تولد أحيانا رائحة غير مقبولة في وجود التعرق.

ومن الأمور التي يمكن أن تسبب رائحة غير مستحبة أيضا، التغيرات الهرمونية، كالتي تحصل في فترة المراهقة؛ حيث تؤدي هذه الهرمونات إلى ظهور رائحة نفاذة.

ولا ننسى أن الاستعداد الوراثي أيضا في بعض الأفراد قد يسبب رائحة غير مستحبة؛ ولذلك فإنه يفضل القيام ببعض التحاليل، والتأكد من عدم وجود أي من الأسباب التي تم ذكرها آنفا.

ويتم التخلص من رائحة الجسم غير المستحبة بالقضاء على أسباب وعلاج الحالات المرضية التي تقف وراءها، إضافة إلى اتباع قواعد النظافة العامة؛ إذ يجب تنظيف المناطق الإبطية والتناسلية والقدمين يومياً بالماء والصابون، ويجب أيضاً استبدال الملابس الداخلية والقمصان يومياً.

وفي أيام الصيف الحارة يجب الاستحمام أكثر من مرة واحدة في اليوم، وبالإمكان استعمال المواد الكيميائية المزيلة للرائحة والعرق، وعدم تناول المواد الغذائية التي تؤدي إلى صدور روائح كريهة من الجسم، مثل البصل والثوم والحلبة وبعض البهارات.

هناك أيضا ما يسمى بالرائحة غير المستحبة النفسية، وهذه منشؤها نفسي بحت، ولكنها تتميز بالآتي: بأن الشخص صاحب الشكوى هو الوحيد الذي يشم هذه الرائحة في جسمه، بينما الآخرون لا يشمونها، وإذا كان الآخرون يشمونها فلابد أن يكون هناك سبب عضوي.

عقار الراكيوتين إذا تم تناوله بالجرعة المطلوبة والمدة المحددة يعمل على تنشيف الغدد الدهنية في الجسم، وبالتالي يقضي على الحبوب وعلى إفرازات الدهون الزائدة، والتقليل من الرائحة غير المسحبة.

والآثار الجانبية معروفة ولابد أن يكون قد شرحها لك الطبيب عند وصفه لهذا العلاج، مثل نشفان الشفايف، وزيادة ظهور الحبوب في الأيام الأولى من الاستعمال، وغير ذلك من الآثار التي تزول تماما عند انتهاء فترة العلاج التي لا تقل عن خمسة أشهر متواصلة، وكما ذكرنا فتش عن الأسباب وتجنبها، وفي كثير من الحالات هذه الظاهرة تتناقص مع الأيام وتزول تماما مع زوال السبب.

أعاننا الله وإياك..