هل يجوز أن أكفل يتيماً لفترة بقائي في هذا البلد الذي هو ليس بموطني الأصلي، فأنا لاجئ وكذلك اليتيم لاجئ، لا أعلم في المستقبل سيبقى اليتيم أو أنا بنفس البلد..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير، وقد جاءت نصوص الشريعة بالحث عليها وبيان مكانتها وفضلها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ـ وأشار بالسبابة والوسطى ـ وفرج بينهما.
أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وأحمد.جاء في فتح الباري لابن حجر: قال ابن بطال حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.
اهـكما حث عليه الصلاة والسلام على الاستمرار في الكفالة حتى يستغني عنها اليتيم، وبين أن جزاء ذلك الجنة ، فقال: مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ.
رواه أحمد والبيهقي والطبراني، وقال الشيخ الأرناؤوط: صحيح لغيرهوقد سبق لنا الكلام عن فضل كفالة اليتيم وما تتحقق به هذه الكفالة، وذلك في الفتوى رقم: 3152، والفتوى رقم:
اهـوإن لم تستمر الكفالة لأي سبب كان فيرجى دخول الكافل فيما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم، ففضل الله واسع.وعليه فينبغي أن تكفل اليتيم بنية إتمام أمد كفالته، فإن تمكنت من ذلك فهو المراد، وإن لم تستطع إتمام المدة، فلن يضيع الله أجرك قطعا، ونرجو دخولك أيضا في وعد النبي صلى الله عليه وسلم للكافل بمرافقته في الجنة؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام: ومن هم بحسنة ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة.
متفق عليه.وانظر الفتوى رقم: