أنا مقيم في إحدى مدن السعودية، القصة تبدأ عندما ذهبت قبل ست سنوات للعمرة، أول مرة، وقصرت في نهايتها شعري تقصيرا كاملا (حلاقة عند الحلاق في مكة) وقبل خمس سنوات، ذهبت للحج أول مرة، وعندما وصلنا إلى الحرم صباح عرفة، طفت طواف القدوم، وسعيت بعده سعي الحج، ووقفت بعد ذلك بعرفة، ثم بت بمزدلفة.
وفي يوم النحر رميت جمرة العقبة، وحلقت، وطفت طواف الإفاضة، لكن عندي شك كبير أنني لم أكن على وضوء، ثم أكملت مناسك الحج (المبيت بمنى، ورمي الجمرات) وفي آخر يوم، طبعا بعد رمي الجمرات، طفت طواف الوداع، وسافرت لمدينتي، وأثناء السنوات التي بعدها اعتمرت عدة عمرات، لكن كنت لا أحلق رأسي، بل أقصر بعض الشعرات من نواحي الرأس كافة.
وقبل سنتين حججت مرة أخرى، وفي ذلك الحج، وبعد رمي جمرة العقبة، قصرت أيضا بعض الشعرات من جوانب الرأس، ولبست ثيابي العادية، واغتسلت، وفعلت ما يفعله الحلال.
وفي آخر يوم، وبعد رمي جميع الجمرات، ذهبت للحرم، وطفت طواف الإفاضة، والوداع، وسعيت للحج، وسافرت..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالأمر يسير بحمد الله ، ولا شيء عليك -إن شاء الله - وعمراتك كلها محكوم بصحتها، وكذا حجاتك، وذلك أن شكك في كونك كنت طاهرا حال طواف الإفاضة لا عبرة به؛ لأن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها، وانظر الفتوى رقم:
ولو فرض أنك كنت غير متوضئ، فمذهب جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، أن الطهارة من الحدث الأصغر ليست شرطا في صحة الطواف، وهو قول له قوة واتجاه، كما ذكرنا في الفتوى رقم: