إذا كنت في مناسك الحج وعلمت أن والدتي تريدني عاجلا هل أترك الحج وأذهب إليها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما دمت قد شرعت في أفعال الحج، سواء كان فرضا أو تطوعاً فلا يجوز لك قطعه مطلقاً، سواء كان ذلك لأمر والدتك أو لسبب آخر, لأن الحج والعمرة يجب إتمامهما بعد الشروع فيهما بلا خلاف بين أهل العلم، قال الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّه {البقرة: 196}.
ولهذا اتفق العلماء على أن الشروع في الحج والعمرة مُلْزِم، سواء قيل بوجوب العمرة أو باستحبابها.
انتهىوقال ابن العربي في أحكام القرآن متحدثا عن الحج والعمرة: وأما إتمامهما إذا دخل فيهما فلا خلاف بين الأمة فيهما، حتى بالغوا فقالوا: يلزمه إتمامهما وإن أفسدهما.
انتهىوعليه، فلا يجوز لك قطع الحج بمجرد أمر الوالدة المذكورة.والله أعلم..