مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ملازمة الخوف والرجاء أقصى غايات المؤمن
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | فازت في حج القرعة وعليها ديون وزكاة وبعض مالها حرام فهل تمضي أم تتراجع؟- سؤال وجواب | حكم الطواف أثناء خطبة الجمعة
- سؤال وجواب | اللقطة اليسيرة لا تعرف ولو كانت في مكة
- سؤال وجواب | ما هي حدود الحرم المكي ؟
- سؤال وجواب | لا يجوز إعطاء الزكاة لكافر إلا إذا كان من المؤلفة قلوبهم
- سؤال وجواب | أتمنى أن أكون مخلصة في إيماني وأغض بصري، فكيف ذلك؟
- سؤال وجواب | دسموا نونته لئلا تصيبه العين
- سؤال وجواب | إذا كسدت الأرض ، فهل فيها زكاة؟
- سؤال وجواب | أعاني من كثرة التفكير قبل النوم وأفكاري تتحقق. فما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | اشترى سيارة وباعها ووضع ثمنها في عقارات فهل عليه زكاة؟
- سؤال وجواب | هل يحق للطالب دفع المال للالتحاق بكلية الطب
- سؤال وجواب | تنازل لأخيه عن نصيبه من منحة الأرض قبل صدور المنحة ثم مات
- سؤال وجواب | حكم استصدار خطاب ضمان من بنك ربوي
- سؤال وجواب | هل يعطى وكيل ناظر الوقف من عائد الوقف ؟
- سؤال وجواب | أصبت بأزمة قلبية. هل أستمر في استعمال أدوية القلب؟ وما هي نصيحتكم للعمل؟
أنا ـ والحمد لله ـ أخشى الله تعالى، لكنني أحس أن لحظات حبي له وفرحي به أكثر من لحظات خشيتي له خاصة أن خشيتي له تزداد حين تدبر القرآن، أما فرحي به وحبي له فإنه لا ينقطع أغلب اليوم، فهل هذا من العقيدة السليمة أم يجب علي أن أؤدب نفسي أكثر؟..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإنا نهنئك على ما أعطاك الله من المحبة والخشية، وننصحك بالسعي في الجمع بين الأمرين دائما، وقد سبق أن بينا أن عبادة الله لا تتم إلا بالحب والخوف والرجاء، وذلك في الفتوى رقم:
65393.
كما قدمنا بعض الوسائل المساعدة على تحصيل الخشية من الله تعالى في الفتوى رقم:
142679
.وننصحك بالإكثار من مطالعة كتب الترغيب والترهيب، والتدبر لنصوص الوعد والوعيد، والإكثار من سؤال الله أن يرزقك الخشية، فقد نقل الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في باب آداب المجلس والجليس: عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قلما يقوم من مجلس إلا ويقول: الله م اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك.وأما تفاعلك مع الآيات في نفسك وتصديقك وانقيادك لها: فلا حرج فيه، ولا ينبغي اقتصار الخوف على وقت التلاوة، بل يجب أن يكون مصاحبا للعبادات والدعاء خوفاً من عقاب الله وطمعاً في ثوابه، ويستشعر الإنسان دائما قول الله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ {الحجر:49ـ 50}.وقوله: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ {غافر: 3}.
وقوله تعالى: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا {الأنبياء: 90}.وقوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ {الزمر: 9}.وقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ {المؤمنون: 60-61}.
وفي الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف.
رواه الترمذي، وحسنه الألباني.وقال القرطبي في التفسير: أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ {الحجر:49،50}.وقد بوب البخاري في صحيحه: باب الرجاء مع الخوف.قال الحافظ ابن حجر في ـ الفتح: أي استحباب ذلك، فلا يقطع النظر في الرجاء عن الخوف، ولا في الخوف عن الرجاء لئلا يفضي في الأول إلى المكر، وفي الثاني إلى القنوط، وكل منهما مذموم، والمقصود من الرجاء أن من وقع منه تقصير فليحسن ظنه بالله ويرجو أن يمحو عنه ذنبه، وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها، وأما من انهمك على المعصية راجيا عدم المؤاخذة بغير ندم ولا إقلاع، فهذا في غرور، وما أحسن قول أبي عثمان الجيزي: من علامة السعادة أن تطيع وتخاف أن لا تقبل، ومن علامة الشقاء أن تعصي وترجو أن تنجو، وهذا كله متفق على استحبابه في حالة الصحة، وقيل: الأولى أن يكون الخوف في الصحة أكثر وفي المرض عكسه، وأما عند الإشراف على الموت فاستحب قوم الاقتصار على الرجاء لما يتضمن من الافتقار إلى الله تعالى، ولأن المحذور من ترك الخوف قد تعذر، فيتعين حسن الظن بالله برجاء عفوه ومغفرته، ويؤيده حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ـ وقال آخرون: لا يهمل جانب الخوف أصلا بحيث يجزم بأنه آمن، ويؤيده ما أخرج الترمذي عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال له: كيف تجدك؟ فقال: أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف.
اهـ.
وقال الغزالي ـ رحمه الله ـ في الإحياء: أقصى غايات المؤمن أن يعتدل خوفه ورجاؤه، وغلبة الرجاء في غالب الناس تكون مستندة للاغترار وقلة المعرفة، ولذلك جمع الله تعالى بينهما في وصف من أثنى عليهم، فقال تعالى: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعا { السجدة: 16} وقال عز وجل: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَباً {الأنبياء: 90} وأين مثل عمر رضي الله عنه؟!.
فالخلق الموجودة في هذا الزمان كلهم الأصلح لهم غلبة الخوف بشرط أن لا يخرجهم إلى اليأس وترك العمل وقطع الطمع من المغفرة، فيكون ذلك سببا للتكاسل عن العمل وداعيا إلى الانهماك في المعاصي، فإن ذلك قنوط وليس بخوف إنما الخوف هو الذي يحث على العمل ويكدر جميع الشهوات ويزعج القلب عن الركون إلى الدنيا ويدعوه إلى التجافي عن دار الغرور، فهو الخوف المحمود، دون حديث النفس الذي لا يؤثر في الكف والحث، ودون اليأس الموجب للقنوط، وقد قال يحيى بن معاذ: من عبد الله تعالى بمحض الخوف غرق في بحار الأفكار، ومن عبده بمحض الرجاء تاه في مفازة الاغترار، ومن عبده بالخوف والرجاء استقام في محجة الادكار، وقال مكحول الدمشقي: من عبد الله بالخوف فهو حروري، ومن عبده بالرجاء فهو مرجئ، ومن عبده بالمحبة فهو زنديق، ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحد، فإذن لا بد من الجمع بين هذه الأمور، وغلبة الخوف هو الأصلح، ولكن قبل الإشراف على الموت، أما عند الموت فالأصلح غلبة الرجاء وحسن الظن، لأن الخوف جار مجرى السوط الباعث على العمل، وقد انقضى وقت العمل، فالمشرف على الموت لا يقدر على العمل، ثم لا يطيق أسباب الخوف، فإن ذلك يقطع نياط قلبه ويعين على تعجيل موته، وأما روح الرجاء،فإنه يقوى قلبه ويحبب إليه ربه الذي إليه رجاؤه، ولا ينبغي أن يفارق أحد الدنيا إلا محبا لله تعالى ليكون محبا للقاء الله تعالى، فإن من أحب لقاء الله تعالى أحب الله لقاءه، والرجاء تقارنه المحبة، فمن ارتجى كرمه فهو محبوب.
اهـ.وراجع الفتوى رقم:
174857
.والله أعلم..اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من الخوف من الأمراض والبدانة وأظل أفكر في ذلك- سؤال وجواب | هل يجوز له أخذ هذا المال مقابل تخليص معاملات ومصالح لأحد الأشخاص؟
- سؤال وجواب | حكم شراء سلعة بعملة مختلفة عن طريق البنك مع ربح البنك من عملية الصرف
- سؤال وجواب | كيف أثبت على شخصية واحدة وأعيش حياة طبيعية؟
- سؤال وجواب | رفض أبوها عودتها إلى زوجها الذي خالعها .
- سؤال وجواب | هل يجوز الاشتراط على المقترض أن يدفع فرق سعر العملة إذا نقصت ؟
- سؤال وجواب | أريد علاجا للقلق والاكتئاب لا يتعارض مع حبوب منع الحمل Diane 35
- سؤال وجواب | أثر انخفاض العملة على الديون والمسروقات ؟
- سؤال وجواب | حكم سداد الدين أو بعضه بعملة أخرى وإذا كان للصرف أكثر من سعر فبم يأخذ ؟
- سؤال وجواب | ما حكم أخذ قرض المنزل من الشركة مع نية التقاعد بسبب المرض؟
- سؤال وجواب | حكم الشك في الشرط المعلق عليه الطلاق
- سؤال وجواب | مماطلة البنك بالتسديد لإسقاط الربا
- سؤال وجواب | هل يجوز تدريس أولادنا في مدرسة إسلامية بٌنيت بقرضٍ ربويٍّ ؟
- سؤال وجواب | هل يجوز إنفاق الفوائد الربوية على الحيوانات الأليفة وغيرها ؟
- سؤال وجواب | الوقف على كلمة "وهو"
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا