السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصيبت والدتى -منذ أسبوع- بآلام شديدة أسفل الظهر والجنب، حتى إنها ذهبت لأحد الأطباء وذكر لها أن هذه الآلام بسبب العظام، ووجود التهاب في بعض الفقرات يضغط على العصب، وأخذت مسكنات لتخفيف الآلام، ولكنها بعد حوالى 5 أيام من الألم الشديد ظهر في نفس المكان طفح جلدى انتشر في منطقة أسفل الظهر كلها، وهو عبارة عن حبوب لها رءوس مؤلمة جداً، فذهبت إلى طبيبة أمراض جلدية فذكرت لها أن هذه الأعراض عبارة عن وجود فيروس ظهر نتيجة لضعف المناعة.

فهل هذه الأعراض فعلاً من الممكن أن تكون حدثت نتيجة لضعف المناعة؟ وما هي باقي الأمراض التي من الممكن أن تكون تسببت في هذه الأعراض؟ وهل هذه الأعراض من الممكن أن تكون لها علاقة مثلاً ببعض الأورام السرطانية أو الإيدز لا قدر الله ؟ وإذا كانت ضعف مناعه فعلاً فهل هذا خطير أم يمكن علاجه ببعض المقويات والفيتامينات والاهتمام بالغذاء؟ وهل من الممكن أن يسبب ضعف المناعة هذه الآم الشديدة؟ مع العلم بأن والدتى تعالج من خشونة في الركبة، وأيضاً ارتفاع في نسبة الكوليسترول، وعمرها حوالى ستون عاماً.

ورجاء الإفادة بالتفصيل عن ضعف المناعة وأعراضه وعلاجه.

وجزاكم الله خيراً كثيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا يسمى بالحزام الناري أو Herpes zoster، والطبيبة لم تقصد بنقص المناعة أحد أمراض نقص المناعة، وإنما قصدت أن مناعة والدتك اضطربت مما سبب ظهور هذا الفيروس بالشكل الذي هو عليه.

وفيروس الهربز زوستر هو نفسه فيروس جدري الماء الذي كان قد أصاب والدتك من زمن بعيد عندما كانت صغيرة وأصاب تقريباً كل واحد منا، ويبقى الفيروس هاجعاً في الأعصاب الأمامية للنخاع الشوكي، ولسبب من الأسباب -منها أن يضطرب الجهاز المناعي للإصابة بمرض من الأمراض العادية التي تصيب الإنسان كل يوم، أو حتى عند الإنسان الطبيعي وبدون سابق إنذار- يخرج الفيروس مسبباً هذا الطفح الجلدي والمؤلم، ويكون انتشاره في طرف واحد من الجسم، وعلى انتشار جذور الأعصاب.

وطبعاً الذين يعالجون لأمراض السرطان ويتناولون الأدوية المثبطة للمناعة؛ فإنه يظهر أكثر بكثير من الأشخاص العاديين، ولكن يظهر أيضاً في الإنسان العادي تماماً، والذي لا يشكو من أي أعراض، وليس بالضرورة أن يكون هناك مرض من أمراض المناعة حتى يظهر المرض، فكما قلت قد يظهر عند إنسان صحيح تماماً.

طبيعة هذا المرض أنه مؤلم لأنه يظهر على مدى انتشار جذور الأعصاب، ولذا يكون مؤلما جداًّ، وقد يترك ألماً حارقاً لفترة طويلة، وحتى لا يسبب ألماً حارقاً يجب أن يعالج خلال أول 24 ساعة من ظهوره، وإن لم يعالج فإنه يذهب لوحده، وقد يترك ألماً حارقاً أولاً يترك ألماً.

إن لم تكن الوالدة تشكو من أي أعراض تشير إلى أي مرض فلا أرى أن هناك حاجة لشغل البال.

والله الموفق..