السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكلتي أن صديقتي الحميمة تتوحم فيّ -يعني تكرهني بشدة- وهذا حملها الثاني، مع العلم أنه في الحمل الأول أيضاً نفس الشيء كرهتني لكن لفترة بسيطة وعلى الخفيف، أما هذه المرة فهي لا تطيقني، وتقول أن صوتي يجلب لها الصداع، ولا تريد أن أتواصل معها بأي شكل، وتبكي كثيراً مني، وعلى أشياء فاتت، وأخطاء حصلت في الماضي، وهي مقهورة مني جداً، وتقول أن قلبها تعبان مني، وأنها ترتاح إذا كنت بعيدةً عنها.

في بداية حملها كان وحمها خفيفاً، واشتد في الشهر السادس وهي الآن داخلة على السابع، حاولت أرضيها، لكن لا فائدة! فهي تجلس تتذكر الأشياء القديمة وتبكي وتخاصمني، وعندما بكيت قالت لي: اتركيني فترة أرتاح حتى ألد وبعدها يمكن أخف -يعني ثلاثة أشهر تقريباً- لا أدري هل هذا وحام أم حالة نفسية؟ أفيدوني فنفسيتي تعبت...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح - يا عزيزتي - بأنك إنسانة طيبة القلب، وعاطفية، وحساسة جداً، وهذه الصفات الجميلة والراقية يجب أن تكون محل تقدير من قبل صديقتك، وليس تضييع.

ورغم أني لا أعرف طبيعة العلاقة بينكما، إلا أنني أؤكد لك بأن الحمل والوحم ليسا هما السبب، ولكنه شيءٌ آخر قد لا تكون صديقتك قادرة على البوح لك به؛ ولذلك فهي تتهرب منك تحت حجة الوحم.

المهم في البداية أن تعملي على موازنة الأمر، بحيث تفكرين في إيجاد عذر لصديقتك في تصرفها هذا حتى لا تظلميها، وبنفس الوقت لا تجعليها تستغل طيبتك وبساطتك بحجة الوحم فتستمرين أنت بالإحساس بالذنب.

لذلك أرى أن أقدم لك بعض النصائح التي من الممكن أن تكون الحل الأمثل بإذن الله تعالى: - قومي بالاتصال بصديقتك والسؤال عن صحتها أولاً، ومن ثم اسأليها وبصراحة إن كانت تشعر بأنك قد أسأت إليها بطريقة ما بدون إرادتك، وأبدي لها استعدادك للاعتذار وتصحيح أي خطأ قد تم من قبلك، وأكدي لها حبك وإخلاصك للصداقة بينكما، وبأنك تعتزين بها كصديقة.

- فإن أصرت صديقتك على النفور منك فلا تصري أكثر، وإنما أكدي لها بأنك تحترمين رغبتها في الابتعاد عنها، وبأنك ستكونين موجودة دائماً عند حاجتها لك، وستقومين بمساعدتها والوقوف إلى جانبها بغض النظر عن شعورها الحالي نحوك، وهذا بالطبع لن يكون ضعفاً منك، ولكنه الحكمة في التصرف، في حال وجد سبب ما، كأن تكون صديقتك لديها اضطراب مزاجي مثل الاكتئاب أو غيره يقودها إلى حالة من تقلب المزاج المرضي، والذي ازداد مع الحمل، وخارجا عن إرادتها، ولا ذنب لك أنت ولا هي فيه، ولحفظ أواصر الصداقة بعد شفائها - بإذن الله - يتم التواصل.

الوقت كفيل بتوضيح المشكلة، وحينها ستعرف صديقتك بأنك إنسانة مخلصة وأصيلة.

نسأل الله عز وجل أن يهديك لما يحب ويرضى..