هل كتابة الله للقدر في اللوح المحفوظ علمًا، ومشيئة، وإرادة، أم علمًا فقط لما سيحدث؟ أرجو التفصيل، والتوضيح.
وشكرًا..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:فالإيمان بقضاء الله ، وقدره، لا يقتصر على الإيمان بعلم الله تعالى بالأشياء، وكتابته لها قبل أن يخلقها، بل يضاف إلى مرتبي العلم، والكتابة، مرتبتان أخريان، وهما: المشيئة، والخلق.ونعني بالمشيئة: مشيئة الله النافذة، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في ملكه سبحانه إلا ما يشاء، ولولا مشيئته ما كان شيء مما كان.ونعني بالخلق: أنه سبحانه وتعالى خالق كل شيء، فكل ما عداه مخلوق له، فالعباد وأفعالهم خلق من خلق الله ، كما قال الخليل -عليه السلام- لقومه: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {الصافات:96}، قال ابن كثير في تفسيره: يحتمل أن تكون "ما" مصدرية، فيكون تقدير الكلام: والله خلقكم وعملكم.
ويحتمل أن تكون بمعنى "الذي" تقديره: والله خلقكم والذي تعملونه.
وكلا القولين متلازم، والأول أظهر؛ لما رواه البخاري في كتاب أفعال العباد.
عن حذيفة مرفوعًا قال: "إن الله يصنع كل صانع وصنعته".
وقرأ بعضهم: {والله خلقكم وما تعملون}.
اهـ.
وراجعي في ذلك الفتويين: