السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، وزني جيد، ولا أعاني من الأنيميا، أو تساقط الشعر، أو مشاكل الدورة الشهرية، مشكلتي تكمن في معاناتي مع الشعر الزائد في جميع أنحاء جسمي، فالشعر المنتشر فيها كثيف وسميك وغامق في جميع أنحاء جسمي، علماً بأنني فتاة مشعرة منذ بلوغي.
منذ ثلاثة أشهر قمت بزيارة الطبيبة الجلدية، وسألتها عن حالتي، فقامت بفحص المبيضين والرحم بالأشعة، -بفضل الله - لم يكن هناك أي تكيس أو أي مشاكل في الرحم، أو الغدد، وقامت أيضاً بفحص هرمون التيستوستيرون توتال وفري، وكان مستوى التيستوستييرون توتال عاليا (84 ng/ml)، والمستوى الطبيعي من 9 - 56، وكان مستوى التيستوستيرون فري هو، free testosterone = 4.1pgml normal up to 4.2.
كان تشخيص الطبيبة لحالتي، بأن الهرمون عال جداً وبدون سبب، فهل هذا صحيح؟ قمت بعدها بالبحث عن أعراض ارتفاعه، فلم أجد لدي أي أعراض مما قرأت، إلا عرض الشعر الزائد.
وصفت لي الطبيبة دواء (الداكتون) 100، فهل هذا العلاج جيد، أم يجب استشارة طبيب متخصص آخر، ومن هو الطبيب الذي يجب أن أسأله؟ وهل سيخف الشعر في الجسم بعد نزول مستوي الهرمون؟ وهل سيزول حب الشباب مني؟ وهل لارتفاع الهرمون تأثير على الحمل والخصوبة بعد الزواج؟ وهل الهرمون عال فعلاً؟ أم ماذا؟ جزاكم الله خيراً...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه هو نوع من الشعرانية، وهي عبارة عن زيادة في نمو الشعر الغير المرغوب فيه في أماكن توزيع ذكرية، مثل منطقة الشنب، والذقن، أو وجود شعر أكثر سمكاً أو كثافة في الأطراف والجسم، وهو أمر شائع عند كثير من النساء، وليس بالضروري وجود زيادة في هرمونات الذكورة عند كل مرضى الشعرانية، و غالبيتهم يكون مستوى الهرمون طبيعيا، ويكون سبب نمو الشعر في الأماكن المذكورة بصورة أكثر كثافة أو سمكاً؛ نتيجة فرط تفاعل بويصلات الشعر للهرمون الذكري في هذه الأماكن، وذلك نتيجة استعداد وراثي في بويصلات الشعر، وليس بالضرورة أن يكون لمن عندهم شعر زائد في بعض الأماكن أن يكون عندهم خلل هرموني واضح، أو اضطراب مصاحب في الدورة الشهرية، أو وجود تكيسات في المبايض، أو ظهور علامات أخرى للاسترجال، مثل: حب الشباب، أو الصلع الوراثي، أو بعض العلامات الأخرى، ونحمد الله أنك قمت بزيارة الطبيب وعملتي بعض الفحوصات، وكانت سليمة.
لكن وجود ارتفاع في مستوي التستيرون، يجب تقييمه بشكل أكثر دقة؛ وذلك للتأكد من عدم وجود سبب عضوي لذلك، وأنصح في ذلك السياق أن يتم زيارة طبيب للغدد الصماء، وأمراض النساء، ولا تستخدمي أي علاجات إلا بعد التقييم الجيد إن كان هناك داعي لذلك.
أذا كان التحليل الذي قمتي به دقيق، وكان هناك زيادة في الهرمون، فقد يكون ذلك سبب لزيادة الشعر ولظهور حب الشباب، وقد يؤثر علي الخصوبة والأنجاب، وتتحسن تلك الأمور مع العلاج، ولكن من وصفك لا توجد مظاهر للاسترجال، أو وجود تكيسات بالمبايض، أو اضطراب بالدورة الشهرية, و لذلك الأمر يحتاج إلى التقييم الدقيق بواسطة الأطباء المذكورين؛ وذلك لمعرفة سبب ذلك ومدي تأثير تلك الزيادة علي الأمور السابق ذكرها.
وفقك الله و حفظك من كل سوء.