بعض أصحاب المحلات يضعون في محلاتهم وعلى أبواب محلاتهم سماعات كبيرة يصدر منها صوت التكبير ـ تكبيرات العيد ـ في الأيام العشر من ذي الحجة ، فما حكم ذلك ؟ وهل ينهى عنه ؟ وهل يدخل في مفهوم البدعة ؟ وهل أمرنا للطلاب في بداية الحصة في أيام العشر من ذي الحجة بالتكبير إحياء للسنة بدعة ؟.
الحمد لله.
أولا : المطلوب أن يلهج الناس بالتكبير لله عز وجل في أيام العيد ، وإظهار ذلك.
ورفع الأصوات المسجلة بتكبيرات العيد : هو مما يُنبِّه الغافل ، ويذكر الناسي ، فهو مشروع من هذه الناحية ، ما لم يترتب عليه أذى للناس ، أو تشويش عليهم ، بصوت مرتفع ، ولم يكن فيه مبالغة أو تنطّع.
ولا نقول إنه من البدع ؛ لأن البدعة إنما تكون في شيء وجد سببه في عهد السلف الصالح ولم يفعلوه فذاك هو البدعة ، وأما المسجل فحادث لم يكن في العهود السالفة كما هو معلوم.
ومثل هذا ما يركب في أبواب المحلات ، ونحوها : للتذكير بذكر الدخول ، والخروج ، ونحو ذلك من الأذكار الموظفة.
فلا يظهر حرج في ذلك كله.
ثانيا : وما دام أن التكبير مشروع في هذه الأيام من السنة ، فالحث عليه مشروع ، أيضا ، بإطلاق ، وفي كل وقت ، سواء كان قبل الحصص الدراسية أم بعدها ، متى كان الحال مناسبا لذلك ، ولم يترتب عليه تضييع واجب ، أو التقصير في عمل.
ولا ينبغي أن يتقيد ببداية الحصص أو نهايتها ؛ بل حسبما يتيسر لهم ذلك.
فإذا دخل حصته وهو يكبر ليقتدي به تلامذته ، أو أمرهم به ، وحثهم عليه : فهذا مشروع ، وإرشاد إلى البر والتقوى.
وقد روى البخاري في صحيحه (2 / 20): " أن ابن عمر، وأبو هريرة كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما».
لكن.
بشرط أن لا يتقصد التلاميذ أن يؤدوه بشكل جماعي على صوت واحد.
وينظر جواب السؤال (
والله أعلم ..