لقد صمت يوم الخميس، وأفطرت يوم الجمعة، وأفطرت الأحد، وصمت الاثنين.
هل هذا يجنبي الإحراج يوم السبت وما ذكر فيه؟ وهل أحصل على أجر صوم سليمان بهذه الطريقة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فحديث النهي عن صيام يوم السبت قد تكلم فيه جمع من جهابذة السنة وأئمة النقد حتى قال مالك نجم السنن: هذا كذب.
وقال الإمام أحمد: وكان يحيى بن سعيد يأبى أن يحدثني بهذا الخبر.
وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله : لم نزل نكتمه حتى انتشر.وقال الإمام أحمد: الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر.
ومن صححه من العلماء فإنه يحمل النهي الوارد فيه على الكراهة، وتزول الكراهة بصوم يوم قبله أو يوم بعده، كما تزول الكراهة إذا كان في الصيام مصلحة راجحة، كما بين ذلك ابن القيم في تهذيب السنن، فمن كان يصوم يوما ويفطر يوما فهذا صيام داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام، فلا حرج عليه في إفراد السبت بالصيام لتحصيل هذه المصلحة الراجحة، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم:
نسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.والله أعلم..