لي صديقة لها ظروف معينة (غياب الزوج ) تجعلها أمام أهل الخير تستحق هداياهم أو صدقاتهم، لكنها عفيفة، وهي في واقع الأمر لا تحتاج هذا الأموال، فهي تكفي نفسها، وقد يفيض، لكن الظروف هي من وضعتها نظرًا لغياب زوجها، فترفض أي شيء من هذه الأموال، لكنها مؤخرا سمعت بحديث للنبي -صلى الله عليه وسلم مع سيدنا عبدالله بن عمر أن النبي أمره أن لا يرد هذا المال، طالما لم يطلبه هو، بل جاءه من غير سؤال الناس.
فإن احتاجه لنفسه أخذه، وإن لا فيتصدق هو به..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فشكر الله لهذه الأخت تعففها عن أخذ ما لا تحتاج إليه، ثم إن كانت أختها محتاجة لشيء من تلك الصدقات، فيجوز لها إخبار المياسير بكونها تعرف ناسا من المستحقين، وتحثهم على التصدق عليهم، وهذا من الشفاعة الحسنة التي يرجى لها ثوابها؛ كما قال تعالى: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا {النساء:85}.ولا يلزمها أن تخبر المتصدقين بأعيان المستحقين، وإرادتها الستر عليهم أمر حسن جميل لها عليه المثوبة -إن شاء الله -، وليست مذمومة إذا طلبت الصدقة لهؤلاء المحتاجين، ولا تكون داخلة في سؤال الناس المنهي عنه.ولبيان ما يمدح وما يذم من السؤال تنظر الفتوى: