مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | منزلة الفقيه أعلى من منزلة راوي الحديث وفي كل خير
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يجوز الاطلاع للتأكد من سلامة غشاء البكارة- سؤال وجواب | قول عمر عن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما - : قتله الله !
- سؤال وجواب | استخدمت مخدرًا في لحظة ضعف فأصبت بأعراض عديدة، ما الحل؟
- سؤال وجواب | قررت قطع العلاقة مع من أحبها لكني أخاف عليها من غيري
- سؤال وجواب | حكم الصور التي في ملابس الأطفال وفراشهم
- سؤال وجواب | لا مانع من إجراء عملية تصحيح النظر بالليزر
- سؤال وجواب | أصبت بخدران الركب بعد هذه الممارسة. هل هو مرض، وما علاجه؟
- سؤال وجواب | الرد على من نفى وجود الله بحدوث القتل وعلى الزعم بأن الإسلام ظلم المرأة
- سؤال وجواب | أنواع الموصلات العصبية وأثر الانسحاب القوي على الجهاز العصبي
- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أبي الذي أساء إلينا كثيراً؟
- سؤال وجواب | ما علاج علة عدم التأكد من الذات؟
- سؤال وجواب | قالت له زوجته: يا الله نبطل، فقال: يا الله
- سؤال وجواب | من تركت الصلاة زمن الاستحاضة ظانة أنها حائض
- سؤال وجواب | حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول
- سؤال وجواب | خطوات معالجة المرأة التي تطلب الطلاق
هل منزلة الفقيه أعلى من منزلة راوي الحديث ؟.
الحمد لله.
الفقيه هو المجتهد الذي يستنبط الأحكام الشرعية ، ويوضح مقررات الشريعة ، ويشرح للناس أحكام دينهم ، فدائرة حديثه مقاصد الدين ، ومحكمات القرآن المبين ، وتحقيق الفهم الصحيح لما يريده الله سبحانه وتعالى من العباد.
وهذا عمل لا يقوم به إلا أفراد الناس والقلائل منهم ، لما يقتضيه من اطلاع واسع على النصوص ، وممارسة طويلة لكلام أهل العلم ، وذكاء في دراسة الواقع وتنزيل الأحكام الشرعية عليه.
أما راوي الحديث : فهو ناقل لما سمع من السنة النبوية ، يؤدي ما تحمله بكل صدق وأمانة ، ويعتني بتبليغ الحديث كما بلغ إليه بأي طريقة كانت ، ولا يتكلف عناء شرح الحديث أو استنباط الأحكام الشرعية منه ، ومعرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد ، وإنما يقتصر دوره على الأداء والرواية.
وهذا عمل يتطلب الدقة والعناية النقلية ، ولا يقتضي نظرا فقهيا ولا عناية أصولية.
وقد وصف الإمام الأعمش رحمه الله عملَ كلٍّ مِن الفقيه وراوي الحديث بوصف دقيق فقال : " يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة " انتهى.
"نصيحة أهل الحديث للخطيب البغدادي" (1/45).
ولا يخفى أن عمل كُلٍّ من الطبيب والصيدلي عمل متكامل ، لا يستغني أحدهما عن الآخر ، فكان لكل منهما من الفضل والتأثير القدر البالغ من الأهمية ، وبذلك جاءت الشريعة أيضا تقر لكل من الفقيه والراوي بالفضل والأجر عند الله تعالى ، مع مزيد فضل للفقيه ( الطبيب ) الذي يعتني بالفهم والاستنباط.
وقد استنبط بعض أهل العلم هذا التقرير من قوله صلى الله عليه وسلم : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ) رواه أبو داود (3660) قال الرامهرمزي (ت 360هـ) رحمه الله : " ففرَّق النبي صلى الله عليه وسلم بين ناقل السنة وواعيها ، ودل على فضل الواعي بقوله : ( فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه غير فقيه ) وبوجوب الفضل لأحدهما يثبت الفضل للآخر ، مثال ذلك أن تمثل بين مالك بن أنس وعبيد الله العمري ، وبين الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ، وبين أبي ثور وابن أبي شيبة ، فإن الحق يقودك إلى أن تقضي لكل واحد منهم بالفضل ، وهذا طريق الإنصاف لمن سلكه ، وعلم الحق لمن أمه ولم يتعده " انتهى.
"المحدث الفاصل" (1/169-170).
وأما من جمع بين الحسنيين ، فوعى مقالة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحفظ ما جاء به من العلم ، وتفقه في معانيه ، فانتفع به في نفسه ، ونفع به الناس ، فهؤلاء خير أصناف الناس قاطبة.
عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا ، فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَرَعَوْا ، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ ، لَا تُمْسِكُ مَاءً ، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً.
فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ بِمَا بَعَثَنِيَ اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا ، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ) رواه البخاري (79) ، ومسلم (2282).
الغيث : المطر.
الأجادب : الأرض التي لا تنبت كلأ.
القيعان : جمع القاع وهو الأرض التي لا نبات فيها.
يقول الإمام النووي رحمه الله : " أما معاني الحديث ومقصوده فهو تمثيل الهدى الذي جاء به صلى الله عليه وسلم بالغيث ، ومعناه أن الأرض ثلاثة أنواع ، وكذلك الناس : فالنوع الأول من الأرض ينتفع بالمطر ، فيحيى بعد أن كان ميتا ، وينبت الكلأ فتنتفع بها الناس والدواب والزرع وغيرها ، وكذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى والعلم فيحفظه فيحيا قلبه ويعمل به ويعلمه غيره فينتفع وينفع.
والنوع الثاني من الأرض ما لا تقبل الانتفاع في نفسها ، لكن فيها فائدة ، وهي إمساك الماء لغيرها ، فينتفع بها الناس والدواب ، وكذا النوع الثاني من الناس ، لهم قلوب حافظة لكن ليست لهم أفهام ثاقبة ، ولا رسوخ لهم في العقل يستنبطون به المعاني والأحكام ، وليس عندهم اجتهاد في الطاعة والعمل به ، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج متعطش لما عندهم من العلم أهل للنفع والانتفاع فيأخذه منهم فينتفع به ، فهؤلاء نفعوا بما بلغهم.
والنوع الثالث من الأرض السباخ التي لا تنبت ، ونحوها ، فهي لا تنتفع بالماء ، ولا تمسكه لينتفع بها غيرها ، وكذا النوع الثالث من الناس ، ليست لهم قلوب حافظة ، ولا أفهام واعية ، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به ولا يحفظونه لنفع غيرهم " انتهى.
"شرح مسلم" (15/47-48).
وقال ابن القيم رحمه الله : " شبه صلى الله عليه و سلم العلم والهدى الذي جاء به بالغيث ، لما يحصل بكل واحد منهما من الحياة والنافع والأغذية والأدوية وسائر مصالح العباد ، فإنها بالعلم والمطر.
وشبه القلوب بالأراضي التي وقع عليها المطر ، لأنها المحل الذي يمسك الماء ، فينبت سائر أنواع النبات النافع ، كما أن القلوب تعي العلم فيثمر فيها ويزكو وتظهر بركته وثمرته.
ثم قسم الناس إلى ثلاثة أقسام ، بحسب قبولهم واستعدادهم لحفظه وفهم معانيه واستنباط أحكامه واستخراج حكمه وفوائده : أحدها : أهل الحفظ والفهم الذين حفظوه وعقلوه وفهموا معانيه ، واستنبطوا وجوه الأحكام والحكم والفوائد منه ؛ فهؤلاء بمنزلة الأرض التي قبلت الماء ، وهذا بمنزلة الحفظ ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وهذا هو الفهم فيه والمعرفة والاستنباط.
فهذا مثل الحفاظ الفقهاء ، أهل الرواية والدراية.
القسم الثاني : أهل الحفظ الذين رُزِقوا حفظه ونقله وضبطه ، ولم يرزقوا تفقها في معانيه ولا استنباطا ولا استخراجا لوجوه الحكم والفوائد منه ، فهم بمنزلة من يقرأ القرآن ويحفظه ، ويراعي حروفه وإعرابه ، ولم يرزق فيه فهما خاصا عن الله ، كما قال على بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه ).
والناس متفاوتون في الفهم عن الله ورسوله أعظم تفاوت ، فرب شخص يفهم من النص حكما أو حكمين ، ويفهم منه الآخر مائة أو مائتين ، فهؤلاء بمنزلة الأرض التي أمسكت الماء للناس فانتفعوا به ، هذا يشرب منه وهذا يسقى وهذا يزرع.
فهؤلاء القسمان هم السعداء ، والأولون أرفع درجة وأعلى قدرا ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
القسم الثالث : الذين لا نصيب لهم منه ، لا حفظا ولا فهما ، ولا رواية ولا دراية ؛ بل هم بمنزلة الأرض التي هي قيعان ، لا تنبت ولا تمسك الماء.
وهؤلاء هم الأشقياء ، والقسمان الأولان اشتركا في العلم والتعليم ، كل بحسب ما قبله ووصل إليه ، فهذا يعلم ألفاظ القرآن ويحفظها ، وهذا يعلم معانيه وأحكامه وعلومه ، والقسم الثالث لا علم ولا تعليم ، فهم الذين لم يرفعوا بهدى الله رأسا ولم يقبلوه ، وهؤلاء شر من الأنعام ، وهم وقود النار.
فقد اشتمل هذا الحديث الشريف العظيم على التنبيه على شرف العلم والتعليم وعظم موقعه ، وشقاء من ليس من أهله ، وذكر أقسام بني آدم بالنسبة فيه إلى شقيهم وسعيدهم ، وتقسم سعيدهم إلى سابق مقرب وصاحب يمين مقتصد.
وفيه دلالة على أن حاجة العباد إلى العلم كحاجتهم إلى المطر ، بل أعظم ، وأنهم إذا فقدوا العلم فهم بمنزلة الأرض التي فقدت الغيث.
قال الإمام أحمد : الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين ، والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس " انتهى.
"مفتاح دار السعادة" (1/65-66).
فيا أيها الأخ الكريم ، أين أنت من ذلك كله ، ومن أي أنواع الأرض ـ يا ترى ـ طينتك ، أمن التي انتفعت في نفسها ، ونفعت الناس ، فحفظت وتفقهت ، وعملت وعلّمت ؟ أمن التي حفظت لغيرها حتى انتفع ، والدال على الخير كفاعله ؟ إننا نعيذك بالله ، ونكرمك عن أن تكون طينتك من الأرض السباخ ، فلا أمسكت ولا أنبتت ، ولا حفظت ولا تفقهت ، ثم هي تقيم نفسها مقام الحكم بين الفريقين ! انظر في همتك ـ يا عبد الله ـ ووطنها على معالي الأمور ، واطلب لها الحفظ والفقه ، فإن عجزت عن بعض ذلك ، فليس أقل من أن تكون دالا على الخير ، حافظا لما أمرت به.
قد رشَّحوك لأمرٍ إنْ فطِنتَ لهُ فاربأْ بنفسكَ أن ترعى مع الهَمَلِ والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يودع حمام المدينة المنورة الكعبة قبل موته- سؤال وجواب | أقوال أهل العلم في لفظ تكبيرة الإحرام
- سؤال وجواب | هل يجب عليها إذا وقع الطلاق أن تقتسم ممتلكاتها مع زوجها ؟
- سؤال وجواب | رغم إقلاعي عن الإدمان أعاني من كثرة النسيان والإهمال الشديد والنوم
- سؤال وجواب | ما نوعية الإفرازات التي تنزل قبل البلوغ؟ أفيدوني
- سؤال وجواب | التعامل مع الأب الذي يمنعها من لبس الحجاب
- سؤال وجواب | رغم تقربي إلى الله ، وابتعادي عن المعاصي، إلا أنني أمارس العادة السرية
- سؤال وجواب | أخي يشرب الحشيش. فكيف أقنعه بخطورته وتركه؟
- سؤال وجواب | الميل للعزلة وأحلام اليقظة
- سؤال وجواب | كيفية تقويم ثمن ما اصطاده المحرم وعدد أيام الصيام بدلا من الإطعام
- سؤال وجواب | حماتي تسيء معاملتي وتظلمني كثيرًا، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | يتصدق ويجعل الأجر له ولأسرته الأحياء والأموات
- سؤال وجواب | حكم من اكتشف النجاسة في ثوبه بعد أن صلى به عدة صلوات
- سؤال وجواب | هل أعتبر عاصيا لوالدي أم بارو لهما؟
- سؤال وجواب | كيف نتعامل مع مدمن المخدرات؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا