مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يحاسب من تسبب في قتل شخص مع أن الموت يكون بقدر الله ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم عمل المرأة على سبيل العموم- سؤال وجواب | ألم في الرقبة أثناء المعاشرة الزوجية
- سؤال وجواب | هل الأفضل صلاة التراويح مع الإمام أم الطواف ؟ لأن النساء يمنعن من الطواف عند صلاة التراويح
- سؤال وجواب | أشكو من ضعف عام بجسدي فهل سببه العادة السرية؟
- سؤال وجواب | النظر في كتاب الآخرين دون إذن
- سؤال وجواب | الموازنة بين حقوق الوالدين وحق الزوج
- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أمي وهي تغضب علي كثيراً بسبب حالتها؟
- سؤال وجواب | مرور الناس على الصراط على قدر أعمالهم
- سؤال وجواب | حكم بيع الأحذية المصنوعة من جلد الخنزير
- سؤال وجواب | الإرهاق والصداع بعد الولادة
- سؤال وجواب | آلام في الثدي وتأخر في الدورة، ما التشخيص والعلاج؟
- سؤال وجواب | أضرار الجوال على الأطفال
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من العادة السرية.وهل بتركها يعود نشاطي؟
- سؤال وجواب | دخل في أذني صرصور ولم يخرج لكن الطبيبة تقول أنه لا يوجد شيء في أذني!
- سؤال وجواب | أيهما أفضل لعلاج ألم الضرس، خلعه أو قطع عصبه؟
من الأمور المسَلم بها أن كل شيء يحدث بقدر الله تعالي ، لدي سؤال يتعلق بوالدي والذي مات في حادث العام الماضي ؛ حيث صدمه رجلان كانا يستقلان دراجة نارية بسرعة فائقة ، وتوفي علي إثر هذا الصدام في المستشفي ، هذه الحادثة حدثت لأن الله تعالي قدرها.
أود أن أعرف : هل سيحاسب هذان الرجلان اللذان صدما والدي أم لا، ولو أنهما سيحاسبان فلماذا ؟.
الحمد لله.
أولا : نسأل الله تعالى أن يثبتك على الرضى والإيمان بالقدر ، خيره وشره ، فهو من أعظم نعم الله على عبده.
وأما ما جرى لوالدك في هذا الحادث الأليم فهو قتل خطأ ، نتيجة السرعة الزائدة ؛ فعلى قائد الدراجة الناريَّة : الدِّيَة والكفَّارة ، مع الإثم ، فيما بينه وبين الله ، إذا كان مفرطا في تعديه للسرعة المقررة ؛ لقول الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا ) النساء/ 92.
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم : (
52809
).ثانيا : وأما كون قائد الدراجة يحاسب على ذلك ، فمن المتقرِّر في الشريعة أنَّ جميعَ العباد محاسَبون على أعمالهم يومَ القيامة ، خيرِها وشرِّها ، وأنَّ الله تعالى سيجازيهم عليها بالثواب أو العقاب ؛ كما قال تعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) الأنبياء/ 47.
لكن مَن تاب من عمله السيّء ، وصدقَ في توبته ؛ فإنَّ الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ؛ كما قال سبحانه: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25.
فقائد الدراجة الناريَّة إذا كان قد تعدى السرعة المسموح لمثلها بأن يقود بها ، أو التي يتمكن منها مثله من التحكم في دراجته ، بحيث تسبَّب ذلك في وقوع هذا الحادث ؛ فهو آثِمٌ على عدوانه ، وتسبُّبِه في قتل نفس مسلمة ؛ فإن تابَ وأنابَ تابَ الله عليه ، ويلزمه لقبول التوبة إضافة إلى الندم : العزم على عدم العود إلى هذا الفعل.
والكفَّارة الملزَم بها والتي أوجبَها الله تعالى عليه هي أيضًا : " توبة من الله على عباده ورحمة بهم ، وتكفير لِمَا عساه أن يحصل منهم من تقصير وعدم احتراز ، كما هو واقع كثيرًا للقاتل خطأ".
انتهى من " تفسير السعدي " (ص 192) ؛ كما قال تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ) ، إلى أن قال: ( فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء/ 92.
ثالثا : لا تعارض بين أن يكون هذا الحادث حصل بقضاء الله وقدره ، فالعبد يحاسَب على عمله الذي باختياره ، وهو هنا تفريطه في السير بسرعة زائدة ، وكون الله علم هذا وقدره من الأزل : لا ينفي وقوع هذا العمل بفعل الإنسان، إما باختياره عن إرادة تامة لما يأتيه من المعاصي والمخالفات ، وإما بتركه الواجب عليه من الاحتياط والتحرز ، أو فعله ما لا يحق له ، كقيادته بالسرعة الزائدة ، أو سيره في طريق مخالف ، وكل هذا عمل العبد وسعيه وكسبه ، يُسْأل عنه في الدنيا ، ويحاسب عليه عند الله.
مع أن مثل هذا ليس قتلا متعمدا للنفس ، ولا يتعلق به شيء من أحكام القتل العمد ، الذي هو كبيرة عظيمة بنفسه ، ولا يعامل معاملته في الدنيا ، ولا يحاسب حسابه في الآخرة.
ومن أصول الإيمان بالقدر أنَّ الله تعالى جعلَ للعبد اختيارًا وقُدرة بهما يكون الفعل ؛ كما قال تعالى: ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) التكوير/ 28 ، وقال: ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف/ 29.
وجعلَ عملَ العبد كسبًا له ، ولم يكلِّفه بما لا يستطيع أو يطيق ؛ بل مدحَ المُحْسِن على إحسانه ، وذَمَّ المُسيءَ على إساءته.
كما قال تعالى : ( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ) غافر/ 17.
وقال: ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) الإنسان/ 3.
وقال: ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة/ 286.
ولولا تقرر هذا الأصل : لبطل الأمر والنهي ، بل بطلت الشرائع والقوانين كلها ، وأوشك من شاء أن يفعل ما شاء ، لا وازع له ولا ضابط ولا مانع ، ولبطل الثواب والعقاب ، وفسد أمر الدنيا والآخرة.
فالعبد إنما يحاسب على عمله الذي عمله في الدنيا ، وكانت له القدرة عليه ، والاختيار له ، وكان بإمكانه أن يفعل ، لو شاء ، ولا يحاسب على قدر الله السابق فيه.
وللاستزادة حول هذا الموضوع يراجع السؤال رقم : (
49039
) ، و (49004
).والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أيهما أفضل لعلاج ألم الضرس، خلعه أو قطع عصبه؟- سؤال وجواب | ما هي أفضل طرق علاج آلام أسفل الظهر؟
- سؤال وجواب | أشعر بألم في أصبع قدمي وآلام متنوعة في جسمي، فما العلاج لها؟
- سؤال وجواب | الزنا.حكمه.وما يترتب عليه من آثار
- سؤال وجواب | يجوز أخذ العطية من الكافر
- سؤال وجواب | أفتقد الإحساس بالأمان والاستقرار مع زوجي، فما الحل؟
- سؤال وجواب | انقطع حيضها بعد طلوع الفجر ولم تبيِّت النية للصيام
- سؤال وجواب | نصائح للوقاية من مرض السكر
- سؤال وجواب | أثر أدوية الغدة الدرقية على رائحة الفم
- سؤال وجواب | لماذا تسبب العادة أضرارا ولا يسببها الجماع؟
- سؤال وجواب | أحكام من قام ساهياً إلى الركعة الثالثة
- سؤال وجواب | أعراض مرض النفروز
- سؤال وجواب | معاودة الدم للنفساء بعد انقطاعه
- سؤال وجواب | أنا على خلق وجمال ولم أتزوج. هل السبب العين أم هي ذنوبي؟
- سؤال وجواب | أعاني من تنميل في جسمي كله وجميع فحوصاتي سليمة، فما السبب؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا