التعامل مع بخل زوجي من بداية الزواج، أعاني لو طلبت كيلو بندورة لا أحصل عليه، لي ثلاث سنوات متزوجة تطلع روحي كي أحصل على شيء، أنا في بلد آخر بعيدة عن أهلي ورزقت بطفلة وهذا الشهر بمولود آخر، ومع هذا ما زالت يده كما هي.

أفيدوني ماذا أفعل؟ فهو يستخدم الكي نت يعني صعب أخذ فلوس من حسابه، كريم مع أهله بشكل كبير، ويشتري لهم ملابس ماركات غالية، أما أنا وأولادي فيشتري لنا أي شيء لتسليك الحال، وأبوه دائماً يحذره من النساء وأمه تظل تقول له: وفر، وأنا وأولادي ضائعين.

أفيدوني ماذا أفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن البخل داء ذميم، وقد علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ من الجبن والبخل، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس، وسوف يترك ما يجمع من حطام الدنيا ولن يأكل من ماله إلا ما كان من رزقه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك.

ونحن نتمنى أن تحاولي إحصاء ورصد ما عند زوجك من إيجابيات وحسنات واعرضيها عليه وأثني عليه بها، ثم طالبيه بالتوسعة عليكم في النفقة إذا كان ذلك ممكناً بالنسبة له، وأرجو أن تطالبي بحقك فقط، ولا تلوميه إذا أنفق على أهله فإن ذلك بر وصلة، وسوف تعظم مكانتك عنده وعندهم إذا علموا أنك تشجعيه على البذل لأهله.

واعلمي أن الإنصاف يقتضي ذكر ما في الرجل من إيجابيات قبل الحديث عن السلبيات، كما أرجو أن لا تعيريه بالبخل واشكريه على القليل حتى يتعود المجيء بالكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، واعلمي أن للكلمة الطيبة أطيب الأثر.

ورغم علمنا أن النساء يبغضن الرجل البخيل إلا أننا نتمنى أن يكون البخل محصوراً في المال؛ لأن البخل بالعواطف والتقصير في واجبات الزوج الأخرى لا يقل في خطورته عن البخل بالمال.

وحتى يتغير الوضع أرجو الاهتمام بما يلي: 1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- فهم نفسيات الزوج واستيعاب المؤثرات الخارجية إذا كانت شخصيته بصرية فيمكنك أن تقولي له أن منظر ملابس أطفالنا مؤثر جداً لأنها تبدو كملابس المحتاجين الفقراء، ونحن قد وسع الله علينا فلو أظهرنا نعمة الله علينا وأنا أخشى أن يشعر أطفالنا أنهم أقل من غيرهم، وإذا كان شخصيته سمعية فيمكنك أن تقولي ماذا سوف يقول الناس عنا ونحن نعيش في خير ونبخل على أنفسنا وأطفالنا.

3- إيراد النصوص التي تتحدث عن فضل الإنفاق على الأهل والتحذير من التقصير في ذلك، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت.

4- بيان خطورة البخل على الأبناء لأن ذلك يشعرهم بالحرمان والدونية.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر على الزوج، واعلمي أن العاقبة للصابرين، واجتهدي في إصلاح علاقتك مع والديه وأهله، وانتظري بعد ذلك حسن المعاملة منه إذا كان يوفر الأشياء الضرورية فالأمر مقدور عليه، أما إذا كان يقصر في الأشياء الضرورية الأساسية فخذي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يرزقنا طاعة الكبير المتعال.

والله الموفق.
.