السلام عليكم.

شاب أبحث عن زوجة، ومميز -والحمد لله-، تقدمت للزواج من عدة فتيات ويتم القبول وبسرور كبير جدا، وفي آخر جلسة قبل الخطوبة أصارح المخطوبة بأن والدي يعاني من مرض في عينيه (مياه زرقاء) وأن هذا المرض انتقل لأختي وأنا غير مصاب به، فبعد المصارحة يتم الرفض خوفا من انتقال ضعف البصر للذرية.

أسئلتي: هل يجب علي إخبارالمخطوبة بهذا الموضوع؟ وهل من الممكن أن يؤثر هذا المرض على ذريتي؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان المقصود بالماء الزرقاء الساد ( Cataract) فإن الساد الشيخي في الأعمار المتقدمة ليس مرضا وراثيا، أما في حالة المواليد والرضع في العادة يكون لها عامل وراثي.

هناك أمراض وراثية تصاحب الساد يعني يكون الساد فيها جزءًا من مرض عام يصيب أعضاء أخرى من الجسم، وهناك أنواع يكون فقط ساد من غير وجود مشاكل أخرى.

هذا النوع الأخير فيه نوعان تقريبا: - نوع ينتقل بالوراثة السائدة.

- وآخر ينتقل بالوراثة المتنحية.

الوراثة المتنحية تكثر في زواج الأقارب والأبوين يكونان في الغالب سليمين ظاهريا ولكنهما ناقلان للمرض، ولذلك فقد يصاب طفل آخر بنسبة 25% في كل حمل.

في العادة يكون هناك أطفال آخرون من الأقارب، وإذا كان هناك أناث وذكور مصابون ودائما الأبوين سليمان ظاهريا؛ فإن هذا يجعل التشخيص بأنه وراثة متنحية شبه مؤكد.

للأسف ليس هناك تحاليل وراثية متوفرة من هذا النوع إذا كان فعلا لدى طفلك النوع من المرض، وليس له أعرض أخرى في بقية الجسم.

أما إذا كان المقصود بالمياه الزرقاء مرض زرق العين (Glaucoma)، فإن أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي لمرض الجلوكوما يمكن توارث هذا المرض، فمثلا إذا كانت الأم مصابة بهذا المرض فإن احتمالات إصابة مولودها به ترتفع حوالي ست أو سبع مرات عن الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ وراثي للمرض.

الأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى كمد البصر والقرنية الصغيرة، والتهابات القزحية المتكررة، وذوي البشرة الغامقة، ومن يتجاوزون الخمسين من عمرهم ترتفع مخاطر الإصابة بهذا المرض عندهم بنسبة خمس مرات عن غيرهم.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية.

- انتهت إجابة د/ شادي زهير طعمة اختصاصي أمراض العيون وجراحتها.

وتليها إجابة د/ عمار ناشر مستشار العلاقات الأسرية والتربوية - - بارك الله فيك – أخي الفاضل – وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلاً الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويعافيك وأهل بيتك ويرزقك الزوجة الصالحة والحياة السعيدة.

- بخصوص سؤالك عن مرض المياه الزرقاء, وهل هو مؤثّر على الذرية, وهل يجب عليك إخبار خطيبتك به, فجوابه أن الواجب مراجعة الطبيب المستشار المختص في أمراض العيون, لاسيما مع ثبوت تأثُّر بعض عائلتك – شفاهم الله – به, وينبني عليه مسألة إخبار الخطيبة به من عدمه.

- ومن الناحية الشرعية فإن العيوب التي يجب إخبار كلٍ من الخاطبين لبعضهما هي العيوب المنفّرة بضرورة الطبع والحس, أو التي تمنع المعاشرة الجنسية, أو العيوب التي تحمل العدوى, والأمراض الخطيرة.

- فإن ثبت أن مرضك المذكور مؤثر, فمن الواجب عليك أولاً معالجة نفسك وبيان هذا العيب من باب النُصح والأمانة وعدم الغش وكتمان العيب والخيانة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم : (من غش فليس منّا), كما وهو يمنع النزاع في مستقبل الأيام ويسهم في تحقيق المحبة والوئام.

- وإن ثبت عدم تأثيره فالواجب عليك أخذ تقرير طبّي من جهة مختصة أمينة, وبيان هذا التقرير للخطيبة, ثم الشروع في الخطبة فالزواج المبارك بإذن الله.

- أوصيك – حفظك الله وعافاك – بالصبر واحتساب الثواب والأجر واستحضار نِعَم الله عليك والشكر عليها والرضا بالقضاء والقدر, وتنمية الإيمان بطلب العلم النافع والعمل الصالح والذكر لتحصيل رضا الرب ومعونته وتقوية الإرادة والإلحاح على الله تعالى بالدعاء وتوقُّع الفرج والخير, سلمك الله وعافاك ورزقك الزوجة الصالحة ووفقك إلى كل خير, والله الموفق والمستعان..