المسألة الخامسة: دعاء القنوت: دعاء القنوت يكون في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر بعد الركوع، وإن جعله قبل الركوع فلا بأس، إلا أنه بعد الركوع أفضل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "أكثر الأحاديث والذي عليه أكثر أهل العلم أن القنوت بعد الركوع، وإن قنت قبل الركوع فلا حرج" انتهى ([98]).
والأفضل عدم المداومة على القنوت، بل يقنت الشخص أحيانا ويترك أحيانا.
قال الألباني رحمه الله: "وكان صلى الله عليه وسلم يقنت أحيانا.
وإنما قلنا: "أحيانا" لأن الصحابة الذين رووا الوتر لم يذكورا القنوت فيه، فلو كان صلى الله عليه وسلم يفعله دائما لنقلوه جميعا عنه.
نعم، رواه أبي بن كعب وحده، فدل على أنه كان يفعله أحيانا" انتهى([99]).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " ثبت عن أبي ابن كعب رضي الله عنه حين كان يصلي بالصحابة رضي الله عنهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يترك القنوت بعض الليالي، ولعل ذلك ليعلم الناس أنه ليس بواجب" انتهى ([100]).
أما الإطالة في الدعاء فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الصحيح ألا يكون غلو ولا تقصير، فالإطالة التي تشق على الناس منهي عنها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن معاذ بن جبل أطال الصلاة في قومه غضب عليه غضباً شديداً لم يغضب في موعظة مثله قط، وقال لمعاذ بن جبل: (يا معاذ أفتان أنت) ([101])، فالذي ينبغي أن يقتصر على الكلمات الواردة أو يزيد قليلا ولا يشق.
ولا شك في أن الإطالة شاقة على الناس وترهقهم، ولاسيما الضعفاء منهم، ومن الناس من يكون وراءه أعمال، ولا يحب أن ينصرف قبل الإمام ويشق عليه أن يبقى مع الإمام، فنصيحتي لإخواني الأئمة أن يكونوا بين بين، كذلك ينبغي أن يترك الدعاء أحياناً حتى لا يظن العامة أن الدعاء واجب" ([102]) ..