كان والدي كثيرا ما يضربني، رغم أنه لا يفعل ذلك لأي من إخوتي، وكان دائما يحمل السوط في يده ليخيفني.
وعندما كبرت قليلا كان يأخذ هاتفي النقال كل ما رآه، وكان يبقيه معه أياما وأشهرا.
وقد رآني مرة أمامه فجأة فشدني من ملابسي بقوة وهو يصرخ في وجهي قائلا: هل ستفعلين ذلك مرة أخرى.؟ وكان أحيانا يمنعني من الذهاب إلى المدرسة عقابا لي، وعندما قت له إن التعلم من حقي، وأن الله أعطاني هذا الحق قال لي ليس لديك حقوق، وسأريك ما معنى كلمة حقوق هذه، وعندما كبر أخي قليلا وهو يصغرني بخمس سنوات بدأ يضربني بقسوة ويعاملني كالكلب عنده، وكان والدي يرى ذلك ولا يقول له شيئا، وفي إحدى السنوات سافرنا أنا وإخوتي دون والدتي، ولأن والدي كان لديه عمل لم يستطع السفر معنا، فقال لأخي عندما تصل إلى هناك سأوصي أحد أصدقائي بأن يحضر لك ذلك السوط الذي تضرب به الحمير، وعليك أن تضرب به أختك إذا خرجت إلى أي مكان من دونك، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعامل أبشع معاملة من قبل أخي هذا.
ورغم كل هذا الظلم إلا أنني لا أستطيع أن أدعو عليهم بسوء، لا لأنني أخاف منهم، ولكن لأنني أرى أن من السوء أن أقوم بالدعاء على والدي وإخوتي بالسوء..
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه، أما بعد:فإن من الصعب تصور حصول ما ذكرت واقعا، لما عرف ضرورة من شفقة الوالد الجبلية وحرصه وتفانيه في سعادة الولد، ولو كان على حساب سعادته هو، لذلك نخشى أن يكون هذا توهما منك ووساوس، فاحذري من ذلك، لكن نقول تنزلا: إن كان الحال كما ذكرت، فإنّ والدك ظالم لك، لكن ذلك لا يسقط حقه عليك في البر، فحق الوالدين عظيم ولو أساءا، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: