أستحلفكم بالله النظر في رسالتي، والرد علي بأسرع ما يمكن، لأنه قد بلغ السيل الزبى..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فنشكرك على حرصك على معرفة ما تحتاج إليه من أحكام شرعية، وسؤالك أهل العلم عن ذلك، وكذلك حذرك من كل فعل قد يغضب الله سبحانه، فجزاك الله خيرا، وسدد على طريق الخير خطاك، وهدى والدك صراطه المستقيم.والأب مسئول عن أولاده، وهم أمانة عنده يسأل عنها أمام الله تعالى يوم القيامة، وسبق لنا بيان ذلك بأدلته في الفتوى رقم:
وكما أن للآباء على الأبناء حقوقا، فكذلك للأبناء على الآباء حقوق، وقد ذكرنا طرفا من هذه الحقوق في الفتوى رقم:
والغالب في الأب الشفقة على أولاده، وحب الخير لهم، وكراهة الشر.
فما ذكر بالسؤال من تعامل هذا الأب مع أولاده أمر غاية في الغرابة، ينبغي لأولاده البحث عن سببه، فإن كان بسبب بعض تصرفاتهم تجاهه -مثلًا- فليسعوا في تصحيح الخطأ وتقويم المسار، وإن كان هذا تصرفه العادي معه في حياته فلينصح من قبل بعض العقلاء والفضلاء بأن يتقي الله في نفسه وولده، ويذكر بالله -عز وجل-، وخاصة فيما يتعلق بممارسة السحر، وأنه سبيل إلى المهلكة، وكذلك الحال بالنسبة لطعنه في عرض بناته، فإنه يطعن بذلك في عرضه هو، وتراجع الفتوى رقم:
ولينصح أيضا فيما يتعلق بنفقة أولاده وطرده لهم من البيت، وأن ذلك لا يليق بالأب ولو لم تجب نفقته وسكناه على من له مال منهم، أو من بلغ من الأولاد وكان قادرا على الكسب، لأن مثل هذه التصرفات قد تدفع الأولاد إلى العقوق، ونرجو مراجعة الفتوى رقم:
وانظر الفتوى رقم: 3459.
ولا يلزم أن يكون ما حصل لهؤلاء الأولاد من والدهم بلاء بسبب ذنب جَنَوه، فقد يكون مجرد ابتلاء، من صبر عليه رفعت درجاته، وكفرت سيئاته، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: