كنتُ أدْرس المذهب الشافعي، في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكنتُ وقتها مُتبعًا له في كلِّ شيء، ولكن عندما نما فكري، وجدتُ أن الحق أحق أن يُتَّبع، وأن كلاً يُؤخذ منه ويُردّ، فأصبحتُ أتوسع في النظر في المذاهب الأخرى، وأتلمس الدليل، وكثيرًا ما كنتُ أميل إلى رأي الجمهور، باعتبار أن شبه الإجماع أقرب إلى الصواب، حتى أصبحتُ لا أتبع مذهبًا بعينه، وأصبح الدليل، وتوافق جمهور العلماء، هما المعياران الأساسيان في اختياراتي الفقهية..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فاعلم أن التمذهب جائز، بشرط عدم التعصب لمذهب بعينه، وانظر الفتوى رقم:
وأما أحكامك على المذاهب قوة وضعفا، فغير مسلمة بلا شك، فإنه لا بد لك للحكم برجحان مذهب معين على غيره، من استقراء شبه تام للمذهبين، مع العلم بما يوجب ترجيح أحدهما على الآخر، وأنت لم تبلغ تلك الرتبة بعد، ومن ثم فعليك بالاجتهاد في التحصيل، مع توقير الأئمة وتعظيمهم والعلم بأن أحدا منهم لا يتعمد مخالفة النص بحال، وإذا ظهر لك رجحان قول ما فخذ به، وإلا فقلد من تثق بعلمه وورعه على ما بينا.والله أعلم..